الاثار النفسية لجائحة كورونا

ان “الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة والصحة النفسية تتأثر بالعوامل البيولوجية والعوامل البيئية المحيطة مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة للظروف المحيطة وبالتأكيد تأثرت الصحة النفسية للناس بجائحة كورونا وبشكل واضح،فالتغير بطبيعة الحياة بشكل عام وتغير نمط الحياة للشخص بسبب جائحة كورونا مثل التغيرات التي طرأت على عمله ونومه وعلى علاقاته الاجتماعية والعزلة التي يمر بها بسبب ايام الحظر جميعها أثرت و بشكل كبير على الصحة النفسية

وفقا للدراسات التي اجريت للتعرف على الاثار النفسية للجائحة على الصحة النفسية في الاردن وجدت بعضها ان الحزن ، الاكتئاب ،التوتر ،الهلع ، صعوبة النوم والعصبية المفرطة كانت ابرز الاضطرابات التي لوحظت على المواطنين، كما وجدت دراسات اخرى ازدياد العنف الاسري وحالات الطلاق والانتحار كذلك لوحظ بعض المشكلات التكيفية على الاطفال نتيجة لبعدهم عن المدرسة كمكان طبيعي للتفاعل الاجتماعي وتكوين عادات سليمة فنجد ازدياد شكوى الاهل من عناد الاطفال ، اضطرابات النوم ، القلق العام ، الميل للعزلة

وما يعزز هذه النتائج ملاحظة الاقبال غير الطبيعي على شراء المهدئات وادوية القلق ، كما لوحظ ارتفاع اعداد مراجعي العيادات والمراكز النفسية
ولابد هنا من الاشارة للرقم الصادم الذي خرجت به دراسة اكاديمية وطنية ان ستة ملايين اردني اصيبوا باضطرابات نفسية نتيجة لجائحة كورونا. ولدى مقارنة تداعيات المرض النفسي على الأردنيين مع الدول الأخرى منها كإسبانيا وإيطاليا وتركيا وأميركا، فإن المملكة تواجه “الأخطر” جراء العدد المنخفض من الأطباء النفسيين مقابل كل 100 ألف مواطن أردني، بالإضافة لأسباب اجتماعية تتعلق بوصمة العار المنتشرة في مجتمعاتنا العربية.
وبحسب معلومات راشحة من وزارة الصحة، تتوفر في المملكة 64 عيادة خارجية للصحة النفسية، واحدة منها مخصصة للأطفال واليافعين، فيما تتواجد معظم أسرة الصحة النفسية في الأردن في مستشفيات الأمراض النفسية بمعدل 8.2 سرير لكل 100 ألف مواطن، والوحدات النفسية للإقامة المجتمعية بمعدل 0.03 لكل 100 ألف مواطن

يذكر أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن جائحة كورونا، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات عصبية وعقلية، مثل الهذيان والهياج والسكتة الدماغية، فيما الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو عصبية أو اضطرابات موجودة مسبقا، هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وربما يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة الشديدة وحتى الموت

بالاضافة الى الاضطرابات النفسية التي سجلتها الدراسات كاستجابة لجائحة كورونا الا ان بعض النفسيين يؤكدون على ان للجائحة تاثيرات طويلة المدى ستظهرلاحقا و قد تستمر لسنوات حتى بعد انتهاء الجائحة وهذا ما يؤكد ويعزز ضرورة الاهتمام بقضايا الصحة النفسية وزيادة الاهتمام بتاهيل المزيد من العاملين في المجال النفسي سواء اطباء نفسيين او اخصائيين نفسيين ومرشدين حيث انه ولدى مقارنة تداعيات المرض النفسي على الأردنيين مع الدول الأخرى منها كإسبانيا وإيطاليا وتركيا وأميركا، فإن المملكة تواجه “الأخطر” جراء العدد المنخفض من الأطباء والاختصاصيين النفسيين والمستشفيات والمراكز النفسية المتخصصة

ان الجمعية تدعوا الى جهد وطني مشترك يضم جميع الجهات ذات العلاقة بالصحة النفسية لوضع برنامج وطني للصحة النفسية موجه بالتحديد للتصدي للاثار النفسية لجائحة كورونا